ان المعرفة الشيئية تميز بين الأشياء كذوات، ومن الخطأ تصور مسمى من
دون ذات، فكل وضع لاسم هو وجود ذات. ومن الخطأ تصور ان هناك ذاتا ليس لها حقيقة
شيئية، بل جميع الذوات المعرفية لها حقائق شيئية، ان الانسان يعرف الأشياء بانها
ذوات في علاقة وحتى تلك العلاقة هي ذات في نهاية الامر وهذا هو مبدأ ذاتية المعرفة.
الأشياء تدرك احيانا مستقلة وأحيانا غير مستقلة. فعندنا اشياء حقيقية
خارجية حقيقتها وخارجيتها مستقلة هي التكوينيات واشياء حقيقية خارجية حقيقتها
وخارجيتها غير مستقلة وتسمى الاعتباريات. لكن الاعتباريات أيضا أمور خارجية بل
وذوات ولها غايات ومقاصد اذ ان لكل ذات غايات واغراض ومقاصد. تكمن اهمية هذا
المبدأ الذاتي للمعارف ان إدراك الذاتية والحقائقية للشيء الاعتباري او الخارجي
تعطيه بعدا ذاتيا في الوجود وغاية وقصدا ووعيا، وقيمة اخلاقية. اذن لدينا موجودات
هي أشياء وكلها حقائق وكلها ذوات حتى الأوهام هي حقائق في نفسها وليست في الخارج.
اذن لدينا موجودات كلها أشياء وكلها حقائق وذوات ومنها ما هو مستقل خارجا هي
التكوينيات ومنها ما هو غير مستقل خارجا هي الاعتباريات. ولا ريب في ظهور القصور الاشاري للعناوين
الأخيرة لذلك يكون من المفيد تقسيم الأشياء الى مستقلات خارجية وهي التكوينيات
وغير مستقلات خارجية وهي الاعتباريات او الى ذوات مفردة وهي التكوينيات وذوات
مركبة أي أشياء في علاقة وهي الاعتباريات.
البعد النظري والتطبيقي للمبدأ في الفقه العرضي
كل المعارف هو حقائق وذوات ومنها مستقل في الخارجي ومنها ما هو غير
مستقل.