المعرفة البشرية دوما هي انفعال بالأشياء، وليس للبشر ان يعرفوا ما لا
ينفعلون به من إدراك سواء مباشر بالحس او غير مباشر بالإخبار. وفي الواقع جميع
الادراكات ترجع الى الاخبار وان المعرفة تصور اخباري نهائي عن الأشياء وهذا هو
مبدأ شيئية المعرفة.
ان معرفتنا في الواقع تصور امين عن الأشياء، وسعي حثيث نحو ادراكها
بواقعيتها وحقيقتاها، الا ان ادراكها يكون دوما بمركزية الأشياء في علاقات. وقوة
العقل وقوة انتزاعه كعامل للتعامل يعطي تمييزا لأشياء اعتبارية وهذا وظيفي وليس
بحسب ادراكه الاساسي فان العقل لا ينتج حقائق ولا يولد اشياء انما هو يدرك ويميز
ويصنف وينتزع من الخارج، فالأحكام هي امور لها تشكل في الخارج وتتكثر بتكثر
مصاديقها، وامتثالها يكون بفعل خارجي شيئي، وكل معنى اعتباري ينحل بالنهاية الى
اشياء جوهرية حقيقة في علاقة وتلك العلاقة هي شيء خارجي وان كان غير مستقل وهو متصور
ومنتزع من وجود شيئي خارجي. فالاعتباريات ليست أمورا جعلية فقط بل تشكلات خارجية
بين اشياء مستقلة ورابطة.
البعد النظري والتطبيقي للمبدأ في الفقه العرضي
المعرفة ليست صنعا للأشياء بل كشف وانفعال بأشياء موجودة.