من الأمور التي تنتج واقعية المعرفة هو اتصالها المعرفي، أي ان
المعرفة تنتج عن أخرى بإنتاج طبيعي واقعي اتصالي من دون قفز او غرابة بل بانسيابية
وواقعية وطبيعية اشتقاقية. ولو قلنا ان المعارف هي صورة للوجود الواقعي بمنطقيته
لكان صحيحا، وكما ان أشياء الواقع واحداثها متصلة ولا تقبل القطع فان المعارف هكذا
حالها وهذا هو مبدأ (اتصال المعارف).
ان صفة وخاصية اتصال الفرع بالأصل اهم بكثير من اي صفة اخرى للمعرفة،
والمعارف الاسلامية ليست معارف متناثرة متباعدة بل هي معارف متناسقة متجانسة ومتصل
ومتفرعة، وتتبعها بهذا الشكل هو السبيل الى اعتصامها.
دين الاسلام دين اتصال وهذا مصدر عصمته واعتصام اهله، وما يحصل احيانا
هو التقليل من شدة الارتباط بأصول المعارف والاتكال على الادلة الظنية مما سبب
الاختلاف وهو علامة الاخلال باعتصام المعارف الدينية. والحق لا يتعدد وإذا كان
هناك مجال لتبرير تعدد الفهم لأجل اننا امام تعاليم منقولة باللغة والكتابة، فان
الشريعة منعت ذلك بأصول عقلائية واهمها الرد والعرض على المعارف الثابتة فلا يقبل
بالشاذ والغريب.
البعد النظري والتطبيقي للمبدأ في الفقه العرضي:
عدم قبول معارف شرعية ليست متصلة بما هو ثابت ومعلوم.