الكون الذي نعيش فيه قائم على النظام والاحكام ودوما يتجه الى
الاستقرار، وبسبب أمور واضحة تظهر حالات الشر والضرر، اما حالات الشر -وهو الفعل
غير الأخلاقي - فهو بسبب فعل الانسان واختياره الاناني، واما الضرر الذي يكون بفعل
الطبيعة فهو بسب حالة التداخل بين الأشياء، أي بأسباب فيزيائية تفاعلية بين
الأشياء تكون حتمية ناتجة عن طبيعة الاشياء. وكلاهما الشر الأخلاقي والشر الطبيعي
أمور يختبر فيها الانسان. لكي يجتنب الشر بكل انواعه ويحاول ازالته ويصبر عليه ان
حصل. وكون الانسان مخلوقا للاختبار وان هناك دوما مراقبة لفعله من المعارف
الوجدانية الراسخة مما يدل على ان تلك الأمور التي تبدو مخالفة للحسن من الحكمة
التي اودعها الله في الكون واشيائه وإنها من ارادته تعالى في الكون لاجل اختبار
الانسان. ان إدراك الحقيقة الاختبارية للخلق
الانسان مهم جدا لفهم الكثير من الحكمة في الأمور الكونية وان خلق الله تعالى
الكون بحكمة لاجل الانسان معرفة راسخة وخلقه الانسان بحكمة لاجل الاختبار الانسان
وهذا هو مبدأ حكمة المعرفة. فحتى خلق الضرر والشر هو لحكمة ومن احكام الكون،
فالكون كله محكم وكله خير حتى ضرره وشره والمعرفة بالكون وبالأشياء تتصف بالحكمة
أيضا ولا يقبل العقل السليم معرفة مخالفة للحكمة.
البعد النظري والتطبيقي للمبدأ في الفقه العرضي:
عدم قبول معارف شرعية غير حكيمة.