المعرفة هي ما يعرفه الانسان عن الأشياء، فهي التصورات المتكونة لدى
الانسان عن شيء بسبب من أسبابها من مشاهدة او إخبار او تأمل. والمعرفة والتصورات
مبدأها الادراكات الجزئية ومن خلال الادراكات ينتزع العقل تصورات جامعة عن الشيء.
ومن هنا تتضح العلاقة بين ثلاثة أمور هي المعرفة والعلم والحقيقة. فالحقيقة هي ما
موجود فعلا في الخارج، والعلم هو طريق معرفة الحقيقة والمعرفة هي صورة تلك الحقيقة
عند الانسان. وأحيانا يستعمل العلم بمعنى المعرفة وهو غير تام، فالعلم طريق المعرفة.
كما ان الواقع هو المعارف المكتسبة المتناسقة المشتركة بخصوص الأشياء وحينما تتبدل
معرفة معين تكون ظاهرية وتحل محلها المعرفة الجديدة الواقعية.
فلدينا مبدأ مهم هو مبدأ (تصورية المعرفة) بخصوص الحقيقة وليست هي
الحقيقة، الا ان المعرفة حق وواقع حتى ينكشف الخلاف فتصبح ظاهرا. ان هذا التمييز
مهم جدا في كثير من الأمور التي تخص تقييم الأشياء والاحكام. واهم هذه الأمور هو
الفرق بين الحقيقي والمعرفي، والواقع والظاهر والمقدس ومعرفة المقدس والشريعة
ومعرفة الشريعة. فالشريعة لها وجود حقيقي محفوظ لا يقبل الالتباس ولا الاختلاف ولا
التغير، بينما المعرفة بها غير ذلك، كما ان الشريعة مقدسة الا ان معرفتنا بها ليست
مقدسة.
البعد النظري والتطبيقي للمبدأ في الفقه العرضي
التعامل مع المعرفة انها تصور عن الشريعة وليست الشريعة، والتمييز بين
الشريعة المقدسة المعصومة ومعرفتها البشري المتغير وغير المقدسة.